رواية قصيرة "الفتاة الحزينة والاخ الطيب" رواية من قصص حقيقية عن الزواج الإجباري.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
احبتي الكرام ... اتمنى تساعدوني على هذا الامر ... هناك ضلم كبير منتشر , بخصوص "الزواج الاجباري للفتيات" , وضعت روايه قصيره من قصص حقيقية فيها من المعاناه و فيها من الأمل والتفاؤل , وفيها من تحفيز التفكير للآباء , اتمنى ان تصل رسالتي هذه الى كل اب وام يخافون الله .,
اريدكم تنشرونها قدر الامكان ...
الروايه هي بعنوان "الفتاة الحزينه و الأخ الطيب !" ..

يمكنكم ارسالها بالواتس أب لمن تحبون اتمنى لو تصل رسالتي هذه لاقصى عدد من الاباء والامهات ..
ارجوكم ... ومن يستطيع نشر الرواية في المنتديات لا بأس المهم اريده ان يصل ..
وشكراً جزيلاً لكم مقدماً

** NesMar ** 

----------------------------------


*مقدمه *

عشت حياة قاسية , جعلتني افكر ملياً هل استطيع ان امنع ان يتكرر ما حصل معي – مع الاخرين - ؟! .. فكرت وفكرت , كيف افيد الاخرين .. كنت مصاب باضطراب طيف التوحد ASD .. لكن ما ميزني عنهم هي العبقرية كما يقال ... كان لدي مشكلة في التعبير في الواقع .. مما يعني لم يكن يعرف احد بما اشعر .. كان الجميع سيء الفهم ويظلمني , ولا احد يشعر بما اشعر به ولا احد يفهمه , كتبت قصتي في كتاب منفصل .. ولكن ليس المهم قصتي الآن , ما عانيته وعشته جعلني اعهد على نفسي ان اكافح كل الظلم , جعل لي هدف بحياتي , ان اجعل الناس كلهم يعيشون بسلام قدر الامكان .. يعيشون بحب بعيد عن الظلم , ان تعيش البنت حياتها كريمة دون ان تكون سجينه , وان يعيش الرجل بحياة كريمة بعيد عن القهر , والظروف الصعبة , وان يؤمن جميعاً ان الماضي قد انتهى ومضى , ولكن بأيدينا بإذن الله نبني المستقبل .. بما في حاضرنا .. لا نقول فات الاوان , فلم يفت الاوان ما دام في اجسامنا قلوب تنبض .. فكرت ملياً , اردت ايصال رسالتي الى اكبر عدد من الناس , ليس مهماً ان يذكروني ولكن يهمني ان اقدر على ان اجعل الحب والسلام فيما بينهم مهما كانت الظروف فلا احد يستسلم للظروف مهما كانت قاسيه , وان صبرنا سنجد نور الفرج في افق الحياة , .. من تلك القضايا التي آلمتني حقاً , هي للأسف ظلم الفتيات .. في طريق حياتي التقيت الكثير من القصص الواقعية التي لا يكف العين من الدمع بسببها , ومنها قصص الزواج الإجباري , الكثير منها لقيت بحياتي , والغريب هو ان معظمها متشابهة ,.. اعلم ان الاباء يحبون بناتهم ويريدون لهن الخير , ويضنون ان ذلك من مصلحتهم , لكن هو سلاح ذو حدين , ولطالما تضل الفتاة تتعذب طيلة حياتها بصمت بسبب عدم قدرتها على دفاعها عن نفسها ,, للأسف نحن في مجتمع يستصغر الفتيات , كأنهن لسن بشر ! .. و يا حزني على من انتحرت بسبب ذلك . سواء قبل الزواج الإجباري او بعده , ايها الاب هل ينفع الندم على ابنتك التي خسرت حياتها وخسرتها بسبب انها شعرت انك لا تحبها ؟! التي شعرت بانه لم يعد احد يهتم بها ... لم يعد هناك من تسند نفسها اليه ؟! خاصة مع الازواج الظالمين .. هناك من يضربها زوجها .. هناك من يخونها .. هناك من يقتلها ! .. هناك من يعذبها عذاباً جسدياً ونفسياً .. الكثير والكثير من الانواع ,,, كلها للأسف الضحية فيها هي تلك الفتاة المسكينة , ... , الله لم يخلقها من اجل ذلك ! .. بل لها حياتها وحقوقها كما للرجل .. لها حق ان ترفض الزواج من فلان او تقبله ,, فالزواج اما يدمر بقية حياة الفرد او يصلحه ,, فهو سلاح ذو حدين ! .. لكن احيانا الندم لا ينفع .. حين فوات الاوان .. فليخبرني من فقد ابنته التي انتحرت بسبب خوفها من الزواج الاجباري الذي اراد ابيها ان يفرضها .. هل انت فرح بما حصل ؟! هل تستطيع ان تكفر عن ذنبك ؟! هل تقدر ان تعيد ابنتك للحياة بدموعك التي كان من المفترض ان تعرف انها قد ذرفت كثيراً من عين ابنتك قبل ان تموت ؟! ودون ان تشعر بها ؟!  أليست هي من دمك ولحمك ؟! اين كان قلبك الباكي حينها ؟! .. واتمنى وارجوا من كل اب ان يفكر كيف سيكون حال ابنتك بعد الزواج , هل تضن انها ستكون سعيدة ؟!  .. اغلب من تزوجن بالغصب يعشن أسوأ ايامهن , ولا حول ولا قوة الا بالله..



--------------------------------------------------------------------------------



*|* الفتاة الحزينة و الاخ الطيب*|*
*|* - قصة كثير من الفتيات احببت سردها بشكل رواية قصيرة لتعلموا مدى المعاناة - *|*

تأليف : ** NesMar **
هناك معاناة حقيقية مكبوتة داخل كثير من البيوت لا يعلمها الا الله .. معاناة وظلم حقيقي .. للأسف الشديد هي تخص الفتيات .. الكثير من الناس ينظرون للفتيات بنظرة "الآلة" او الدمية فقط بالنسبة لهم هي آلة تمت صناعتها لتلبي رغبات الرجل ! .. لتكون خادمة مطيعه له .. لا يهم ما تحب هي او ما ترغب به .. لا يحق لها الاعتراض ولو كانت تريد الحرية و انتهاء الظلم .. هكذا هي نظرتهم للأسف الشديد
ففي احدى الليالي الباردة , كانت الفتاة في غرفتها حزينة , ..
دق الباب ..
لم يجب احد ..
بدأ الطارق يلحظ صوت الحزن .. صوت لطيف يبكي في الغرفة بصوت منخفض ويحاول الكتمان ..
دق الباب مجدداً .. فردت بصوت يتقطع ..
- من هناك ؟.
اجابها من خلف الباب وهو يضع اذنه على الباب .
.. انا اخوكِ الطيب.
- ماذا تريد ؟.
اريد التحدث معك يا اختي .
- لا احب التحدث مع احد .
ارجوك اختي احتاج ان اتحدث معك
.. صمتت قليلاً ..
- تفضل ادخل .
نظر الى الغرفة وهو يتلفت بكل الاتجاهات ..
الحزن يعم المكان .. كانت تجلس على سريرها المبعثر .. ورأى انها قد قطّعت ورود الأمل على سريرها ونثرته ..
تقدم نحوها .. لقد كانت تضع رأسها بين يديها الصغيرتين .. وكفيها يمسك بخديها الورديان .. نعم لقد اصبحوا بذلك اللون من الحزن والبكاء الصامت .. لقد كانت تنظر بحزن الى الارض ولم تستطع النظر الى اخيها .. استمر بالتقدم ثم جلس بجانبها على السرير .. قدّم يده نحو راسها فأزاح قليلاً من شعرها المنسدل على وجهها الجميل ليخاطبها ..
- اختي حبيبتي .. ما بك ؟ لماذا تبكين ؟
لم ترد و استمرت بالصمت والنظر الى الارض امامها .
حاول ان يمسك وجهها بلطف و يزيحه عن الارض نحوه ليجعل وجهها بوجهه .
- حبيبتي .. ما الذي يحزنك ؟ .. لقد لاحظت تغيرك منذ سنه واكثر !. حاولت ان افهم الامر لكن تزداد حالتكِ سوء كلما مر يوم اكثر , فلم استطع التحمل واردت ان اصارحك .. نعم قلبي يتقطع ..
--
نظرت لعينيه فرأت الدموع تملأ عينيه .. فلم تتحمل وبدأت بالبكاء .. نعم اخوها الطيب كسر رجولته ثم انهار بالبكاء امامها ..
- اختي .. أتريدين ان تهلكيني بالتساؤل والحيرة ؟ .. أتريدين ان يضل قلبي يتقطع وانا ارى اختي التي تحبني تعاني منذ اكثر من سنه ؟! .. أجيبيني ؟

.. "لا احد يهتم لأمري .. انا اعاني !" .. قالتها والدموع تملأ عينيها وقد سالت على خديها الذين احمرّا من الحزن .

- حدثيني انا فتحت لك قلبي .. سأساعدك .. حدثيني بما تعانيه ونحن لا نعرف ..

سأخبرك القصة .. انت تعلم ان اهلي تخلوا عني .. و تزوجت ! .. نعم تزوجت .. لكن زوجي ليس لطيفاً معي ..

- ماذا ؟!

نعم اخي دعني اكمل ..

- لحظات سأذهب واعود ..
ذهب من الغرفة الى المطبخ ليقوم بفتح الثلاجة و تعبئة كأس بالماء البارد .. من اجل ان تشرب اخته فيزول جفاف حلقها وشفتيها قليلاً بسبب البكاء ..
ثم عاد واعطاها الماء .
- اشربي حبيبتي حتى ترتاحي قليلاً قبل الكلام

شكراً لك

انَتَظر حتى شربّت قليلاً ثم بدأت بإكمال الحديث

انت تعلم .. لقد تخلى اهلي عني و تزوجت وانا لا اريد .. ما زلت صغيرة على الزواج .. ما زلت اريد ان اعيش حياتي و احقق ما اتمنى والعب وامرح .. انا صغيره على تحمل مسؤولية الزواج .. لكن مع هذا تزوجت وانا كارهه ..
زوجي يعاملني كأني مجرد دمية .. لا يهتم بمشاعري .. ومع هذا ما زلت احاول ان اكون وفيةً معه .. لقد احزنني الامر و معاقبته لي بدون سبب .. كان يقوم باستخدام الضرب احيانا . وصرت اخاف منه .. لا ارغب به او حتى ان يقترب مني .. لم يحبني يوماً .. لقد تحطمت آمالي في الحياة اصبح وجودي كعدمي .. لقد كنت طفلة تحلم ان تكون شخص مهم بالمستقبل .. كنت احلم بالسفر في فضاء الحرية .. العب .. اتعلم .. اكشف كل الاسرار الغامضة .. لقد تحطم كل شيء .. نصفي الآخر الذي كنت انتظره احترق وانتهى .. كنت اطمح بمن يمسح دموعي ان حزنت او يبكي معي .. بمن يحاول اسعادي ولو كانت هموم الدنيا كلها عليه .. بمن ان مرضت لا ينام ويسهر الليال الطوال من اجل ان يشعر بمرضي .. كنت اطمح بمن يلعب كما احب انا ان العب فنلعب سوياً ثم عندما أتعب نستلقي سويا على الارض لنرتاح قليلاً ثم يحدثني بما يحب وانا احدثه بما احبه وهو يلعب بخصلات شعري وتتخلل بين اصابعه ببطء.. ثم نقوم سوياً نأكل قليلاً وتنتهي ليلة جميله .. وعندما اصحو من النوم وافتح عيوني اجده ينظر لي بتمعُن .. ثم يقول لي لم تنامي جيداً .. ارتاحي اكثر .. لقد كنت احلم واطمح بنصفي الاخر الذي يعرف ما اريد بدون اخباره .. كل هذا تدمر..
طيلة هذه السنوات وانا احاول ان اكتم حزني واكتم ما يحصل لي .. كيف لا وهو لم يعد هناك من يهتم لأجلي ؟! صديقاتي كل منهن تخلى عني .. نعم اعترف اني اخطأت معهن قليلاً بسبب ما امر به لأني طيلة الوقت اعيش في حزن و ضغط نفسي شديد .. كلما اتذكر ان احلامي جميعها تحطمت وكلما اتذكر الواقع المرير الذي امر به .. اكاد اختنق من القهر ! ..
هل انا خُلقتُ لهذا ؟! .. لقد اصبحت مقتولة المشاعر .. لم اعد اشعر بأمل ان اعيش ما اردت .. لا استطيع ان اهرب من الواقع .. زوجي لن يتركني وشأني وان تركني فأهلي لن يتركوني وشأني و ان تركوني اين سأذهب ؟!..

قاطعها اخوها الطيب والدموع تملأ عيناه ..
- حبيبتي اختي الجميلة لا تحزني ان تخلى عنك العباد فالرب المعبود موجود .. لا يرضى بالظلم .. ادعيه كل ليلة ان يخلصك من هذا الظلم ويبدلك بما كنت تتمنينه وينسيك كل ما مر بك وان تذكرتيه لا يؤثر بك وتذكري قول الله الرحيم : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾)
افلم تشعري من قبل وانت ما زلت طفلة بحالات حزن ثم اتى فرح تنسين الحزن كما لو لم يكن ؟!
نعم وضعك محزن وتمرين بوضع حزين .. لكن لا تكتمين الحزن داخلك حتى لا يدمرك اكثر .. انا اخوكِ الطيب اتفهم ما تريدين قوله لم اتخلى عنك ولن اتخلى عنك .. انا اعيش معك لان اهلك كذلك تخلوا عني .. لكني تحملت وصبرت وما زلت اصبر .. اعلم انه مهما اشتد الظلام ليلاً ثم يشتد يشتد ثم يبدأ بزوغ الفجر ويبدأ النور بالبزوغ ويأتي النهار .. نعم الفرج قريب لا شك .. الله لا يرضى بالظلم ولكن يؤخر امور لحكمة و ان صبرتم فان الله سيعوضكم اكثر مما كنتم تحبون فتذكري قول الله تعالى : (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾)
انظري كيف انهم مروا بأذى وصبروا حتى وصلوا لدرجة اليأس من الناس ثم بعدها فرجها الله عليهم واتاهم ملكاً عظيما وابدلهم فرحاً وسروراً بعد الحزن .. فتذكري قول الله تعالى : (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٣٩﴾) ..
فانظري لوعد الله كيف انه بعد الحزن والمكوث بالظلم يفرجها الله عليهم وقال الله تعالى : (وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦٥﴾)
ثم يبدلك الله بعد الفرج فرحاً وسرورا
فيا حبيبتي ويا اختي ان كان العباد ظلموك فالله هو القاهر فوق عبادة وهو العدل .. لاشك ولاريب سوف يزيل الله عنك كل هذا الحزن والهم .

---
لقد كانت تنظر له وهو يتحدث معها وقلبها يعيد النبض شيئاً فشيئاً وشعرت كأن هناك ماء بارد اثلج صدرها .. لقد اعاد لها الامل لكنها ما زالت غير واثقه ..

- اخي الطيب .. انا اشكرك على كلامك الجميل معي .. لكن هل تتوقع فعلاً ان اعيش كما كنت احب و يزول مني الحزن واليأس بعد كل ما يمر بي ؟!

نعم اختي هذا لا شك إن شاء الله لكن اصبري وانا معك سوف اصبر و حدثيني بكل ما يؤذيك و ما يحزنك سأحاول اكون الزوج والاب والام والاخ لك سوف احاول ان اعطيك ما تحبين بما استطيع .. حدثيني .. لا اريدك ان تحزني .. هيا سوياً لنرتب الغرفة فهي تحتاج الى ترتيب و لنضيء الانوار البيضاء فيها .. وتعالي لنلعب سوياً بالألعاب الاليكترونية ونصنع التحديات فيما بيننا ..

---
نعم استمرت الايام هكذا بين كر و فر بين الحزن و اخوها الطيب وهو يحاول ان يعيد لها الامل ويعيد لها نبض قلبها ..

ثم بعدها بفتره انفصلت عن زوجها .. بعد تعب شديد .. وعادت الى اهلها بعدما اكتشفوا فعلاً كمية الظلم الذي يظلمها زوجها ..لكن لم يكن ترحيبهم بها حاراً .. لقد شعرت بانهم لا يرغبون بها .. حزنت قليلاً لكن .. لا يهم .. لقد تخلصت من الطاغية ! .. الذي كان يقيدها بسلاسل الظلم و التسلط .. لقد اصبحت حره الان !..
مرت الايام والليالي .. بدأت تشعر بانها اصبحت افضل من السابق .. نعم لقد صدق اخوها الطيب ..

بإحدى الليالي دق باب غرفتها بمنزل اهلها ..
- ادخل
فُتح الباب .. فإذا هي امها ..
- ابنتي .. اريد ان احدثك بموضوع !
تفضلي ما هو الموضوع ..
- هناك شخص يريد ان يتزوجك !
كانت الكلمة كالصاعقة عليه .. احتاجت لبضعة ثواني حتى تستعيد نفسها ..
لقد تذكرت ما حصل معها حينما كانت متزوجه .. قالت في نفسها "هل انا مجنونه لأعود للجحيم !"

ماذا تقولين ؟!

- حبيبتي يا ابنتي نعم هناك من يريدك !

قولي له اني رفضت لست موافقه .. لا اريد الزواج !.

- حبيبتي لكنك لا تعرفين من هو ولا شيء عنه ..

لقد قلت لا اريد الزواج ولن اتراجع بقراري .. يكفي ما مر بي !.

- كما تريدين سوف اذهب واخبرهم .

خرجت الام من الغرفة .. ثم بعدما خرجت قامت الفتاة مسرعة وضربت الباب بقوة لكي تغلقه .. ثم بدأت بالبكاء خلف الباب الخشبي .. تقول في نفسها "ما هذه الحياة خرجت من ظلم ويريدون ان انتقل الى ظلم آخر ! "

ذهبت الام الى مجلسهم الذي فيه الشخص الذي طلب ابنتهم ..

- يا ولدي لا ادري ما اقول لك .. لكن .. حاولت معها ولم توافق !..
لقد شعر ان قلبه انقبض بشدة وكأنما تم عصره ! ..

.. حاولي معها مجدداً فانا اريدها بحقّ ! يمكن ان تطلب ما تريد سوف اعطيه اياه .. لكن فلتوافق ..

كانت الام تريد الرد لكن قاطعها الاخ الطيب .. كان موجوداً بين الحاضرين ..

- انا سوف احاول فهي تثق بي سوف احاول ان اقنعها لا تقلق هي لا تعرف انك مختلف تظن انك ستكون كزوجها السابق !.

.. نعم حاول ارجوك .

ثم غادر الشخص مكسوراً .. لكن لديه امل ضئيل .. مر الوقت الى منتصف الليل ..
دق اخوها باب غرفتها ..

- ادخل .

تقدم نحوها وهي تنظر له بابتسامه لأنه الوحيد الذي تثق فيه وتحبه من بين جميع اهلها ..
جلس بجانبها .

- حبيبتي اختي ..
.. نعم .. هل تريد الحديث معي من اجل الزواج ؟ ارجوك لا تفتح الموضوع .. انت تعلم ما كان يحصل معي .

- حبيبتي استمعي لي .. اعلم انا كمية الظلم الذي حصل معك والتعب .. لكن هذا مختلف .. هذا الشخص انت لم تعرفي اصلا من يكون .. انا اعرفه وكل الناس تعرف طيبته ويعرفون كرمه و تعامله الطيب مع الاخرين .. الم تقولي لي انك كنت تحلمين بنصفك الاخر الذي يهتم بك ؟!

.. نعم لكن .. لم اعد ارغب بأحد لم يعد لدي أمل .. ما يدريني انه لن يكون كزوجي الأول ؟! .. انا لا اعرفه حتى اثق انه فعلاً سوف يعوضني .

- يا اختي وما يدريك ان يكون هذا الفرج الذي حدثتك عنه ؟! .. لا تقلقي سوف نضع له شروط سوف اكون معك دائماً .. إن آذاك .. لن يعجبه ردنا .. وسوف نأخذك منه ولو كان اول يوم من الزواج .. سأدعك تكتبين انت الشروط وهو يقوم بالتوقيع عليها من ضمن العقد وترينه ثم انت توقعين عليه ثم يستمر الزواج ما رأيك ؟

.. ممممم , انا اثق بك رغم اني لا احب ان اتذكر سيرة الزواج مجدداً .. لكن .. سوف افكر بالأمر .

- رائع يا اختي لقد فرحت لأجلك وان شاء الله يكون هذا هو الفرج لك !. الان اتركك تفكرين وتصبحين على خير ..

اقترب منها وقبّلها في جبينها ثم ذهب واغلق باب الغرفة الخشبي بلطف وهو مبتسم ..

ظلت الفتاة تفكر طيلة الليل فمن جهة تتذكر ما فعله زوجها الاول معها ومن الجهة الاخرى تتذكر كلام اخوها الطيب لها .. وتقول في نفسها
"ماذا لو كان فعلاً هو الفرج .."
"هل من المعقول ان يكون بعد كل هذه السنوات يأتي شخص يحقق لي ما اتمنى؟"
"هل هذا الشخص هو من سيجعلني حره و نسير معاً في اتجاه واحد ؟!"
"هل هذا الشخص سوف يحبني و لن يتخلى عني , ولن ظلمني؟"

ظلت التساؤلات تصول وتجول في عقلها ..
هي متخوفة قليلاً .. لكنها تتذكر اخوها فهي لا تريد ان تكسر قلبه ..
قالت الحل هو ان اصلي ركعتين ثم استخير الله لان الفرج سيأتي منه وان كان هذا هو الفرج لي فسوف ارتاح للاختيار ..
قامت وذهبت للوضوء ثم دخلت غرفتها وهي متوترة .. اخذت السُجاد .. قامت بوضعها على الارض .. بدأت بالصلاة .. كانت تدعوا بأمل من الله انه سوف يؤتيها الفرج الذي تتمناه ..
بعدما انتهت من الصلاة ذهبت الى سريرها لتنام استلقت عليه وهي تنظر لسقف الغرفة بتفكر وذهنها منشغل .. فجأة بدأت تشعر كأن ماء بارد اثلج صدرها .. ارتاحت بشكل ادهشها ! .. نعم انه فرج الله ! .. ابتسمت مما شعرت به .. لقد زال كل الهموم و الحزن ! .
ثم اغمضت عينها ولم تشعر الا والوقت صباحاً .. استيقظت من النوم لتعمل بواجباتها ..

فأما اخوها الطيب فكان قد خرج من المنزل لمقابلة الشخص الذي يريد اخته .. التقى به في احد الشوارع القريبة عندما راه المحب لأخته اسرع في خطواته ليصل بوقت اقصر اليه ! ..
التقيا .. بدأ اخوها الطيب بالكلام
- السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- كيف حالك اليوم؟

كان يرى ان اخوها الطيب مبتسم وهو يحدثه فعرف بان هناك بشرى !

- الحمد لله انا بأفضل حال .. اخبرني ماذا جرى مع اختك ؟!

ابشرك ! .. لقد قالت سوف تفكر بالأمر .. لا تقلق انا متأكد سوف تجد طريقها ..

استبشر المُحب خير لكنه كان ما زال يصارع في داخله الخوف من الرفض ..

- هل آتي اليوم لكي اطلبها مجدداً ؟

.. انتظر قليلاً سوف اعود الى المنزل ثم اسالها و اخبرك ان كانت قد اتخذت قرارها ..

- لا مشكلة انا بالانتظار ..

عاد اخوها الى المنزل .. ناداها .. فأجابته .. تعال ! .. ذهب الى غرفتها .. وجدها مبتسمه بخجل بسيط كما لو انها لأول مره سوف تتزوج ! .. نعم انه الحب هو ما يجعلك تشعر بكل شيء كما لو انه جديد ! .. فعرف من ابتسامتها ان هناك بشرى خير .. تقدم نحوها وجلس بجانبها ..

- بشريني ماذا قلتي ؟!
.. انا ... انا .. ااا .. انا موافقه !.

كلمة اسعدت اخاها .. نعم انه الحلم .. انه الفرج ! .. انه يتحقق ! .. ان الله ذو فضل عظيم ! .
قام اخاها مسرعاً الى الهاتف .. اتصل بصديقة المُحب لأخته ..
كان المُحب في منزلهم .. كان مستلقي على الاريكة وهو يتفكر في الرد .. ويشعر بالخوف من الرفض .. كان هاتفه بجانبه على الطاولة الزجاجية ! .
بدأ الهاتف يرن ..
استيقظ المُحب من مكانه فزعاً و متوتراً نظر للرقم فإذا به هو صديقه .. اجاب مسرعاً ..
وبدون مقدمات ..

- بشرني هل وافقت .. ؟ رفضت ؟!! مؤكد رفضت !. لا تقلها ..

.. ههههههههههه .. الف مبروك يا صديقي ! لقد وافقت ! نحن بانتظارك !..

انها كلمة دوت صداها في قلب صديقه المُحب .. نعم لقد شعر انه امتلك الدنيا وما فيها ..
انه حلم يتحقق ! .. انه الفرج ! ..

ها هم يقومون بتوقيع العقد .. ووضعت الفتاة شروطها .. انها اللحظة السعيدة .. امسك بيدها وقبّلها على جبينها وخدها الايسر .. فاحمرت خجلاً ! .. نعم هذه المرة هو الحب ! .. هو اختيارها .. رضى قلبها ! ..
امسك يدها وهي في ليلة الزفاف وهي تلبس الفستان الابيض اللماع المرصع بالكريستال .. الابيض الذي ازال سواد الحزن من عليها ..
هاهو يقودها الى الليلة الوردية الجميلة .. والى غرفتها المليئة بالألوان التي تحبها ويحبها .. هم يحبون نفس الالوان ! ..
فتح لها باب الغرفة وهي تشعر بقلبها يخفق بقوة .. بدأت النظر الى الغرفة من الباب ورأت الجمال الذي تحبه نعم .. ورود جميله تملأ المكان قليل من الشموع المضيئة .. الضوء الابيض المخلوط بالوردي يملأ الغرفة بلطف .. السرير يبدو عليه مريحاً وجميلاً جداً .. هناك طاوله تلمع مصنوعه من الزجاج في عليها بعض الفواكه التي يحبونها و بعض انواع الكعكات المليئة بالشوكولاتة و العصائر الطازجة .. لقد قادها الى السرير لتجلس فجلست ثم جلس اماها على كرسي ..
نظر لها بابتسامه جميله .. لطالما تمنت تلك الابتسامة !.
كانت تنظر للأسفل بخجل فامسك وجهها بلطف من ذقنها بواسطه اصابعه ليرفع رأسها بلطف لتنظر اليه .. فنظرت وابتسمت ابتسامة خجولة ..

- ما شاء الله تبارك الله ! .. انت اجمل مما كنت اتصور ! .. ابتسامتك هي سهم اخترقت قلبي بلطف ..

وهي لم ترد ولا بكلمه وفقط تبتسم وتحمر خجلاً

- انت هي التي كنت اتمناها طيلة حياتي .. لقد عانيت في الحياة .. لكن ابتسامتك هذه ازالت عني كل شيء حزين وابدلته بتفاؤل وسعادة .. انت نصفي الذي كنت ابحث عنه ..

كلماته دخلت قلبها مثل البلسم وعالجت جروحها القديمة قالت في نفسها "هل انا في حلم ! .. هل من المعقول ان اجد ما اتمناه بعد كل هذا الزمن ؟! .. هل هو نصفي الذي كنت ابحث عنه دائماً كما هو كان يبحث عن نصفه التي هي انا كما قال ؟!"

- يبدو عليك متعبه ولاشك انك جائعه .. تعالي معي لنأكل سوياً فانا كذلك متعب وجائع واخاف ان التهمك ههههه ! ..

لقد ضحكت بصوت منخفض من النكتة التي اطلقها وابتسم هو .. فامسك يداها وكان يفرك اصبعه الكبيرة خلف يدها بلطف وخفه ثم قاموا من الجلوس ثم توقفوا قليلاً وكانت ما زالت تنظر للأرض وهو ينظر لوجهها الذي لم يشبع من جماله .. ويمسك بيداها الصغيرتين ورفعهما بلطف الى اعلى حتى وصل الى قريب رقبته فانزل راسه قليلاً وقَبّل يداها الحلوتين .. بهذه اللحظة شعرت هي فعلاً بالسعادة فبدأت ترفع نظرها عن الارض لتنظر الى وجهه ..
حتى وقع نظرهما في اعين بعضهما ..
ابتسما الاثنان .. ثم هي قالت :
- أأأ .. أ .. أنا .. انا جائعه ! .. هل بإمكانك اطعامي بيديك التي تمسك يدي ! فكيف سآكل وانت تمسكهما ! ..

بدا الزوج بالضحك قليلاً وفهم ما ترمي له زوجته .. نعم انها بدأت تستجيب له .. امسك يداها وقادها الى جانب الطاولة التي عليها الأطعمة من الفواكه و الكعكات والعصائر و كل ما لذ وطاب ..ثم جلسا وهو ابتسم بوجهها ثم اخذ قطعة صغيره من الكعكة المليئة بالشوكولاتة .
وبدأ يرفعها بيده ويقربها من فم زوجته ولكنها ما زالت خجله لم تفتح فمها بعد فابتسم هو وتوقفت يده امام فهما المغلق ..

- يا حلوتي افتحي فمك بسرعه .. هل تحبي ان تؤلمني يدي من وقوفها ! ..

بدأت تفتح فهما ببطء وهو ادخل قطعه الكعكة الى فمها ببطء وبدأت تأكل وتشعر انها تريد الضحك من الخجل ! ..
وهكذا استمرت الجميلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى و بدأت حياة جديدة للفتاة الحزينة لتصبح الفتاة المرحة السعيدة .. بدأ الزوجات يلعبان معاً يتجهان باتجاه واحد كما كانت تتمنى الفتاة ..
نعم .. نعم .. ان اغلق الخلق ابوابه عليك .. فالخالق موجود لن يضيعك .. فقط اصبر على ما اصابك فإن ذلك من عزم الامور .. وادعوه وهو السميع البصير .. كل يوم هو في شأن .. رحيم بعباده ..
من يريد السعادة لا ييأس فليشعر بأن الله سياتي بفرج ولو بعد حين ..
بالنهاية اقول .. اتمنى لو يعقل الناس اكثر فيعلموا ان الفتيات هن بشر من لحم وعظم لديهن قلبهن وعواطفهن و مشاعرهن فلا تكسروهن .. وما عليك عليها ,وان كان لديك امنيات ايها الرجل .. فهي كذلك لديها .. ولها الحق كما لك الحق ..
فكروا بما تحس به اختك او زوجتك او ابنتك .. اهتم لها .. فهي جوهره إن خُدشت زال جمالها .. فحافظوا عليهن ..

***


دمتم بِوِّد

تعليقات

  1. ابدعت ��

    ردحذف
  2. ما شاء الله تبارك الله قلمك حبره ذهب يخط اصدق وانقى المعاني والعبر. للاسف الشديد هذا حالنا وحال كثير من فتيات هذه الامة المشردة عقل فارغ وجهل طاغي ويبقى امر الله غالب فنسأله ان يكتب لنا الخير ويعجل بفرجه ولا حول ولا قوة الا بالله ..

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. الله يفرجها

      حذف
    2. لا هزا غير صحيح

      حذف
  5. رائع ابدااااااع رووووووعة

    ردحذف
  6. شعور جميييييل و دافئ

    ردحذف
  7. ماشاء الله تبارك الرحمن

    ردحذف
  8. قال رسول الله صلى عليه وسلم استوصو بنساء خيرا...

    ردحذف
  9. ما شاء الله

    ردحذف

إرسال تعليق